ذكرت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية، الأحد، أن أزمة فيروس كورونا لم تسهم في خفض مستوى التوتر بين واشنطن وطهران، إذ يستعد الطرفان لخوض جولة صراع جديدة داخل الحلبة العراقية، لا سيما بعد تقارير أميريكية تحدثت عن خطط سرية للبنتاغون تهدف إلى تصعيد القتال في العراق ضد الفصائل المسلحة.
وشبهت الصحيفة الإسرائيلية في تقرير لها الوضع القائم في العراق وكأنه “ملاكمين في حلبة ينتظر كل منها ما سيحدث في الجولة المقبلة”.
دور معقد
وأشارت الصحيفة إلى أن “الدور الإيراني في العراق معقد ومتعدد الطبقات، ويتكون بشكل أساسي من الميلشيات التي تدعمها وتعرف باسم الحشد الشعبي، بالإضافة إلى عدد من الأحزاب والتحالفات السياسية الموالية لها مثل تحالف الفتح”.
وأضافت الصحيفة أنه “خلال العام الماضي ازداد الصراع بين الطرفين، بعد قيام طهران بالهجوم على السفن في خليج عمان والهجوم على منشآت نفطية في المملكة العربية السعودية وتحريك الميليشيات في العراق لضرب المصالح الأميركية، ومن الجهة الأخرى كانت الضربة الأميركية التي أدت الى مقتل قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس في العراق”.
الخطط الأميركية
وبحسب الصحيفة، فإن “الولايات المتحدة وضعت خططاً لمهاجمة كتائب حزب الله العراقي، وأن الخطط قدمها مجلس الأمن القومي ووزير الخارجية مايك بومبيو”.
وأضافت أن “أميركا سحبت قواتها من المواقع المكشوفة في قاعدة القائم، لتقليل مخاطر تعرضها للهجمات المحتملة من قبل الميليشيات الإيرانية في العراق بحال حصل التصعيد، مشيرة إلى أن القوات الأميركية في العراق البالغ عددها 5000، ليست كافية لشن حملة كبرى على الميليشيات التي قد يصل عدد عناصرها الى حوالي 100 ألف عنصر”.
وأردفت أن “وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر أذن بالتخطيط لـ”حملة جديدة داخل العراق”، تكون متاحة أمام الرئيس ترامب في حالة صعدت الميليشيات المدعومة من إيران هجماتها، مؤكدة أن الخطط تبدو دفاعية للغاية”.
إيران الوكلاء
وكان المتحدث باسم التحالف بقيادة الولايات المتحدة العقيد مايلز كاغينز أكد أن “الولايات المتحدة موجودة في العراق بدعوة من الحكومة لهزيمة داعش”، مشيراً إلى أن “قوات التحالف تنقل بعد قواعدها مؤقتاً، رداً على دعوات بعض الأحزاب الموالية لإيران وفي مقدمتها التيار الصدري بخروج القوات الأميركية”.
من جانبها، أكدت الصحفية الأميركية يليا ماغنير، أن “تفشي فيروس كورونا المستجد في إيران لم ينه حالة التأهب لديها، وأنها تسعد عسكريا تحسبا لأي هجوم، كما أنها أبلغت السفارة السويسرية في طهران، والتي يمكنها نقل الرسالة إلى الولايات المتحدة، بأن أي عدوان عسكري أميركي ضد إيران سيقابل برد مدمر للغاية”.
اما وكلاء إيران فقد استعدوا لهذا التصعيد، وتدربوا على قتال القوات الأميركية في المناطق الريفية، وقاموا بتخزين عدد من قاذفات الصواريخ في المباني القديمة، بحسب الصحيفة.