أنفق العراق منذ 2003 أكثر من (22) مليار دولار أميركي على قطاع التعليم الأساسي، وتُعتبر مشكلة المدارس الطينية من أبرز ملفات الفساد، إذ جرى تخصيص ميزانية لبناء مدارس حديثة وإزالتها، لكن ما زال هناك أكثر من (2000) مدرسة طينية في العراق.
– مشاريع فضائية
عدوى الفساد في العراق طيلة السنوات الماضية لم تستثنِ التعليم في العراق، فحسب مصدر في قسم التخطيط بوزارة التربية العراقية، فإن ملايين الدولارات تم رصدها في عهد رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، لتشييد وبناء مدارس في عموم البلاد، لكن لم ينجز منها سوى 10%.
وقال مصدر للبغدادية مشترطاً عدم الكشف عن اسمه: "إن أكثر من 80 مليون دولار تم صرفها لبناء مدارس وعمليات ترميم في السنوات العشر الأخيرة، لكنها لم تنجز لغاية اللحظة وتم تسجيلها ضمن المشاريع المنجزة، وفي الحقيقة مشاريع فضائية وهمية لا وجود لها على الأرض".
وأشار إلى أن "قلة المدارس في العراق في ظل تزايد أعداد الطلاب في العراق دفع الوزارة إلى دمج بعض المدارس، ما جعل الصفوف الدراسية مكتظة بالتلاميذ إلى حد الاختناق"، مبيناً أن "هناك صفوفاً تضم أكثر من 70 تلميذاً، وهو ما يجعل الدرس غير مجدٍ للطلبة".
– مدارس مدمرة
المشرف التربوي عباس البياتي، قال: "التعليم في العراق هذا العام يواجه تحديات كبيرة تنذر بانهياره ما لم يتم وضع خطة عاجلة لاحتواء التلاميذ كافة، وضمان مقاعدهم الدراسية وخصوصاً في المناطق المحررة، نتيجة لتدمير مئات المدارس في المناطق التي شهدت عمليات عسكرية، وخصوصاً في صلاح الدين وديالى والأنبار".
وأضاف: "إن أكثر من 5300 مدرسة دمرت وتضررت نتيجة الأعمال العسكرية، موزعة على عدة مناطق لا تزال غير مؤهلة لاستقبال طلابها، وهو ما جعل مهمة وزارة التربية باحتواء الطلبة كافة أكثر صعوبة، فضلاً عن العجز المالي الذي تعانيه الحكومة العراقية".
وتابع: "إن أكثر ما تعانيه وزارة التربية هو قلة المدارس، علماً أن الوزارة قدمت عدة مقترحات للحكومة؛ من بينها إخلاء الأبنية الحكومية التي استولت عليها الأحزاب والمليشيات وحولتها إلى مقرات ومكاتب لها، والتي يمكن أن تحول إلى مدارس تساعد في حل مشكلة نقصها التي أوقفت عجلة التطور والتعليم في العراق، لكنها لم تلقَ آذاناً مصغية".
وكانت منظمات دولية أكدت في تقارير سابقة، أن نحو ستة آلاف مدرسة في العراق خارج الخدمة هذا العام، بسبب المعارك الدائرة شمالي البلاد وغربها واستخدام النازحين المدارس مأوى لهم.