في الذكرى 15 للحرب : الحاجة الى الثورة على الفساد والارهاب والفشل

في الذكرى 15 للحرب :
 الحاجة الى الثورة على الفساد والارهاب والفشل
 
تحل هذه الأيام الذكرى الخامسة عشرة لبدء الحرب على العراق . عنوان موجز لتداعيات سياسية وأمنية أخذت العراق الى منعطف خطير في تاريخه .. ففي الوقت الذي كان يأمل العراقيون فيه استعادة حريتهم  باسقاط الديكتاتورية التي تحكم بلادهم ، تعالى رفض الحرب كوسيلة مدمرة غير مأمونة العواقب هي الحرب التي قررتها الولايات المتحدة تحت ذرائع واهية لاسقاط صدام واحتلال العراق.
في المقابل كانت فئات من المعارضة علمانية واسلامية قد رحبت بالحرب طريقا لانتزاع السلطة من صدام ،وهو ماتبين للعراقيين فيما بعد السبب الجليّ الذي دعاهم الى ذلك ، حيث دخلت اميركا لتجعل من العراق ساحة للصراعات الطائفية ، ودخلت المعارضة لتنتقم من البلاد انتقاما بتبديد الثروات ونشر الفساد ورهن الدولة بيد الاجانب لأسباب عقائدية أو مكاسب مالية أو ضمان أمن افرادها .
تمر ذكرى الحرب هذا العام بصمت وتجاهل لان الذي ذاقه العراقيون على يد الطغمة الحاكمة الحالية بجميع أحزابها ، لم يترك لهم شهية للتحليل في استعادة الذكرى الاليمة ، فقد استلمت حكم العراق نماذج لم تستطع أن تدير شركة صغيرة أو أن تقود مجموعة قليلة العدد ، لذلك اندفعت الى التكتل الحزبي ، والتستر على الخطأ ، والتواطؤ في نهب المال العام .
دخلت اميركا العراق بعد جيّشت لحربها العديدة من دول العالم دون إذن دولي ودون مبررات ، فجاءت بنماذج سياسية لاخبرة لها ولامشروع لبناء الدولة ،فانتشر الفساد وفتحت حدود العراق للارهابيين يحصدون ارواح الابرياء ، واصبح الشعب العراقي فريسة مزدوجة لسوء الادارة عبر حكومات حزبية اسلامية قسمت المجتمع وجعلت من العراق مراكز نفوذ للجماعات المسلحة ادت الى تسليم ثلث العراق الى جماعات داعش والقاعدة ، مما جعل الشعب العراقي في مواجهة هذه الموجة الاجرامية الظلامية ، وفي الوقت الذي تصدى فيها ابناء العراق لتحرير مناطق بلادهم المغتصبة ، بقي السياسيون العراقيون يتبادلون الادوار في انتخابات شكلية متمسكين بالسطة باي ثمن كان .
ان التجاهل الشعبي لذكرى الحرب ، انما يعكس في حقيقته هول المراحل التي اعقبتها على يد الفاسدين والفاشلين الذين لم يحاكم منهم أحد ، ولم يُقتَص منهم جراء أفعالهم ، فقد سكت القضاء وقمع الشعب المحتج المتظاهر وأهينت الديمقراطية التي استخدمت لخداع العراقيين ، وتدخلت دول مجاورة من جميع الاتجاهات لترسم سياسة هذا البلد المقيد المحاصر .
واليوم ليس امام شعب العراق الا المبادرة بانتزاع حقوقة ، بالثورة على الطغمة الحاكمة ، والخروج عن طاعتها وكسر قيودها  ومحاكمة جميع من تسبب بانهيار الدولة والثأر للشهداء الذي مازالت دماؤهم برقبة من حكم العراق طيلة الخمسة عشر عاما. فالعراق بحاجة الى فعل تاريخي جبّار يعيد الحياة له كدولة مستقلة ولشعبه كشعب حر صاحب القرار الاخير .