بخبر مقتضب، قالت خلية الإعلام الأمني العراقية إن “الدفاعات الجوية في قاعدة عين الأسد “تتصدى لطائرتين مسيرتين وتتمكن من إسقاطهما” في الساعة الثانية عشرة والنصف ليلا، يوم السادس من يونيو الماضي.
لكن وقع هذا الهجوم لم يكن بسيطا أبدا، كما يقول مصدر عسكري عراقي من داخل القاعدة، “هجمات الصواريخ لا تقلقنا عادة، هناك الكثير من هذه الصواريخ في العراق وهي غالبا غير دقيقة”.
ويضيف المصدر “هذا هو الهجوم الثاني من نوعه خلال نحو شهر من الزمن”، موضحا أن “المقلق هو أننا لا نعرف طبيعة هذه الطائرات أو من يشغلها، لدينا معلومات متضاربة، ولدينا استنتاجات، ولدينا معرفة بأن جهات خارجية قد تكون وراء الموضوع، ولكن ليس لدينا أدلة حتى الآن”.
وفي أبريل الماضي، قال قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال، كينيث ماكنزي، إنه “للمرة الأولى منذ الحرب الكورية، القوات الأميركية تعمل بدون أن تمتلك السيطرة العليا على الأجواء”، خلال حديث أمام صحفيين عن مخاطر الطائرات المسيرة الإيرانية.
عبر قائد القيادة المركزية الجنرال، كينيث ماكنزي، الاثنين، عن قلقه من لجوء جماعات مسلحة إلى استخدام الطائرات المسيرة الصغيرة (درونز) في هجمات ضد قواعد عسكرية بالعراق، مشيرا في الوقت ذاته، إلى أن إيران لا تزال تشكل التهديد الأبرز لاستقرار الشرق الأوسط.
ويقول المحلل الأمني العراقي، سعيد لطيف، إن “من شبه المؤكد أن الطائرات المسيرة التي تمتلكها الميليشيات العراقية هي طائرات إيرانية”.
وينقل لطيف، الذي كان يتحدث لموقع “الحرة” عن مصادر في الاستخبارات العراقية قولهم أن “الطائرات المسيرة التي كان يملكها داعش كانت نسخا بدائية جدا من الطائرات الإيرانية التي يمكنها أن تطير مئات الكيلومترات وأن تصيب أهدافها بدقة”.
ويستشهد لطيف بطائرات مجموعة الحوثيين اليمنية، التي دأبت المجموعة على استهداف المملكة السعودية بها.
وبحسب العقيد السابق في القوة الجوية العراقية، محمد عبد الإله الزيني، فإن “الطائرات المسيرة يصعب اكتشافها عبر الرادارات بسبب صغر حجمها”، مضيفا لموقع “الحرة” أن “استهدافها أصعب كذلك بمضادات الطائرات”.
وتعتبر الطائرات المسيرة “تحديا كبيرا”، كما يقول ضابط في سلاح الدفاع الجوي العراقي لموقع “الحرة”.
ويقول الضابط الذي طلب عدم كشف اسمه إن “طائرات داعش البدائية المحورة كانت توقع خسائر وتعطل حركة قوات المشاة بشكل كبير، كما أنها تمنح العناصر الخارجة عن القانون أفضلية بالحصول على المعلومات.
لكن الضابط يقول إن “الأنظمة الرادارية العراقية أصبحت قادرة على اكتشاف الطائرات المسيرة الأكبر حجما، كما أن قوات التحالف مستمرة بتطوير قدرات الاكتشاف والتصدي الجوي العراقية”.
ويضيف الضابط “نحن نمتلك منظومات تشويش على الطائرات المسيرة، وقد تمكنا من اختراق منظومات عدد منها ونحن نقوم بتحليلها”، ويستدرك “مع هذا الطائرات التي أمسكناها أقل تطورا من تلك التي نتعرض الآن للهجمات بها”.
وبحسب مصدر في جهاز المخابرات العراقي فإن “الميليشيات المرتبطة بإيران تشغل الطائرات المسيرة الأقل تطورا، والتي تعمل بشكل شبه كامل على المراقبة والرصد”.
ويقول المصدر، وهو ضابط رفيع في الجهاز، لموقع “الحرة” إن “هناك معلومات على أن ضباطا في منظمات عسكرية تابعة لدول مجاورة يقومون بتشغيل الطائرات الأكثر تطورا”، وأجاب على سؤال “هل تقصد الحرس الثوري الإيراني” بالقول: “نعم، نعرف أنهم يقومون بهذه الأنشطة من أراضينا”.
وبحسب المصدر فإن “هؤلاء الضباط مسؤولون عن الهجمات التي استهدفت مطار أربيل قبل أشهر”، مضيفا “لدينا معلومات عن أن هناك عدة طائرات أخرى من هذا النوع في البلاد، ونعمل على اكتشاف أماكنها”.