نشرت صحيفة الغارديان تقريرا بعنوان “النفط يفاقم أزمات المياه والتلوث في جنوب العراق” حيث قالت إنها وثقت على الأرض ومن خلال صور الأقمار الصناعية كيف تمتزج المياه الملوثة من مخلفات الحقول النفطية في البصرة مع مياه الشرب التي تستخدمها الأسر قبل محطة لمعالجة المياه في جنوب البصرة وهو أمر يمكن أن يتسبب في كوارث صحية كثيرة ومشاكل مروعة للسكان.
وقالت الغارديان إن مدينة البصرة جنوب شرقي العراق بها أكبر مناطق التنقيب عن النفط في البلاد، وتعتبر الغازات المشتعلة من هذه المواقع خطيرة لأنه ينبعث منها مزيج قوي من ثاني أكسيد الكربون والميثان والسخام الأسود الملوّث للغاية, كما يعد حقل الرميلة، وهو أكبر حقول النفط في البصرة، أكثر الحقول في العالم التي تقوم بحرق الغاز وهو حقل ملك للحكومة العراقية، وشركة بريتيش بتروليوم (BP) هي المقاول الرئيسي فيه.
وأضافت الصحيفة إن حرق الغاز أزمة عالمية لكن لها حلول واضحة ويتعين على الحكومة العراقية أن تبدأ بالانتقال من مجرد الاعتراف بالمشكلة إلى سنّ وإنفاذ لوائح صارمة لتقييد الحرق، وتوفير الخدمات الصحية المناسبة للمجتمعات المتضررة، وإجبار الجهات المسببة للتلوث على تعويض الأشخاص الذين عانوا بسببه، حسبما ينص عليه القانون العراقي لمعالجة الضرر الكامل الذي يلحق بالمجتمعات المحلية والمناخ العالمي، يتعين على الحكومة التحول بعيدا عن الوقود الأحفوري.
وقالت الغارديان إن هناك بدائل لحقن المياه في حقول النفط بعيدا عن المياه العذبة من شط العرب الذي زادت الملوحة فيها بشكل خطير, ومن هذه الحلول ما يتم استخدامه السعودية البلد الجار للعراق حيث تؤخذ المياه المخصصة للحقن من البحر, لكن العراق تأخر كثيرا واستمرت المناقشات حول مشروعات التحلية لأكثر من 10 سنوات لأن وزارة النفط تتحجج بأن ليس لديها ميزانية كافية وشركات النفط لا تريد دفع الثمن.