في مدينة السليمانية بإقليم كردستان، حيث سجلت السلطات الصحية حتى الآن، عشرات الإصابات وحالتي وفاة بفيروس كورونا، يجهد الطبيب البيطري أحمد كتّاو في غرفة معقمة، لإنتاج كمامات طبية وفق معايير خاصة، وبإمكانيات ذاتية.
فمع تفشي فيروس “كورونا” شهدت معظم دول العالم، بما فيها العراق الذي تجاوزت الإصابات المسجلة لديه حاجز الألف مع وفيات تتجاوز 60 شخصاً، شحة في المستلزمات الطبية وخاصة الكمامات، إذ ارتفعت أسعارها مضاعفةً، قبل أن يقل المعروض منها في الصيدليات بفعل الطلب المتزايد.
يقول كتّاو، الذي يعمل طبيباً بيطرياً منذ 38 عاماً، لـ”ناس”، إن الكمامات التي بدأ بإنتاجها بالفعل تخضع للشروط الصحية العالمية، لكنها تتميز عن باقي أنواع الكمامات، بأنها لا تمنع دخول الفيروسات والأتربة فقط، كما هو حال أغلب الأنواع الأخرى مثل “n95″، وإنما مزودةً بمحلول شمعي يوضع على الفلتر، بإمكانه قتل الفيروس بتفاعل الرطوبة، وبمفعول يستمر لـ10 أيام تقريباً.
إضافة إلى ذلك، يوضح كتّاو، أن الكمامة مصنوعة من قماش طبي يمكن تعقيمه لإستخدامها أكثر من مرة.
nasnews
عشرات العروض..
حتى الآن، تلقى كتّاو عروضاً من نحو 50 شركة طبية من بغداد ترغب بالتعاقد معه لشراء ما ينتجه، لكنه لا يرغب بذلك في هذه المرحلة، فالأولوية لديه هو أن تصل هذه الكمامات إلى المستشفيات والمراكز الحكومية أولاً، لكن الجهات المسؤولة “غافلة” عنه حتى الآن، كما يقول.
“أسعى إلى طرح هذه الكمامات في الصيدليات الموجودة بالسليمانية بعد أخذ الموافقات الرسمية”، يضيف كتاو، مبيناً أن سعر الكمامة الواحدة التي ينتجها لا يتجاوز ألفي دينار فقط.
وفي حين ينتج العاملون تحت إشراف هذا الطبيب 300 كمامة في اليوم الواحد، بمراحل تعقيم متعددة، فإنه يسعى إلى رفع طاقة الإنتاج بواقع 500 أو ألف كمامة يومياً.
nasnews
50 ألف قطعة يومياً..
كما يؤكد أحمد كتّاو، أن بإمكانه إنتاج 50 ألف وحدة في اليوم الواحد فيما لو تلقى عرضاً حكومياً لشرائها.
ويقول إن الوجبة الأولى قد تسوق إلى صيدليات السليمانية في هذه الأثناء، بمساعدة أصحابها عبر توفير المواد الأولية أو الاستشارات، مشيراً إلى حرصه على أن لا تصبح هذه الكمامات عرضةً للاحتكار أو وسيلة لاستغلال المواطن البسيط في ظل الأزمة التي يعيشها العراق والعالم ككل.
ومع تصنيف منظمة الصحة العالمية “كوفيد – 19” كجائحة أو وباء عالمي، سعت حكومات كثيرة إلى توفير كميات كبيرة من وسائل الوقاية، وفي مقدمتها الكمامات، حتى إن بعضها أستولى على شحنات مخصصة لدول أخرى، الأمر الذي دفع المنظمة ذاتها إلى التقليل من أهمية ارتداء الكمامة للشخص غير المصاب بالفيروس، والاكتفاء بالتركيز على ضرورة الاهتمام بالنظافة الشخصية وغسل اليدين باستمرار مع التباعد الإجتماعي كوسائل أنجع في الوقاية من الفيروس.
في العراق، تخلو صيدليات كثيرة في مختلف المدن من الكمامات، فيما عمد خياطون ومتطوعون إلى إنتاج الكمامات وتوزيعها مجاناً على المواطنين، في حين أعلنت وزارة الصناعة أنها شغلت مصانع تابعة لها للتخفيف من الأزمة الحاصلة، كما أطلقت إدارة محافظ واسط دعوة للمواطنين لإنتاج الكمامات كي تشتريها منهم وتوزعها على منتسبي الصحة والأمن.
