أصدر المجمع الفقهي العراقي، السبت، فتوى بشأن التبرع ببلازما الدم من المشافين إلى المصابين بفيروس كورونا.

وتثير المعلومات التي تكشفها كوادر طبية عن صعوبة الحصول على بلازما الناجين من فايروس كورونا استياء عاماً، فيما يسلط خبير قانوني الضوء على ما يبدو “فراغا تشريعيا” بشأن القضية.
وأطلقت كوادر صحية عديدة استغاثات قالوا فيها إن نسب الأشخاص الذين وافقوا أو استجابوا لدعوات التبرع بالبلازما لا يصل أحيانا إلى عشرة بالمئة من أعداد حالات الشفاء.
وفيما يعرب ناشطون عن استغرابهم من ضعف التبرع لجهة القيم العراقية المعروفة في إغاثة الملهوف، يلقي آخرون باللائمة على ضعف وزارة الصحة في عملية الحصول على البلازما، حيث اكتفت في الأيام الأولى بدعوات بسيطة نقلتها وسائل الإعلام، دون إجراء زيارات إلى منازل المتشافين الذين ربما لم يسمعوا بالدعوات.
لكن جانباً آخر من القصة يتحدث عن ظهور بورصة لتلك البلازما حيث تنتشر أنباء عن وصول سعر عينات البلازما إلى آلاف الدولارات.
والعلاج ببلازما دم المتشافين من الكورونا هي واحدة من عدة محاولات لم تثبت نجاحها بنسبة مئة بالمئة لكن حالات عديدة نجحت في هذا الإطار.
ودعا المركز الوطني العراقي لنقل الدم المرضى المتعافين من الإصابة بفيروس كورونا إلى التبرع بـ”بلازما الدم” خاصة بعد أن كانت وراء تماثل العديد من الحالات الحرجة إلى الشفاء.
في هذا الإطار يقول الخبير القانوني، علي التميمي، إن “قانون زرع الأعضاء البشرية والاتجار بها رقم ١١ لسنة ٢٠١٦، لم ينص على عقوبة بيع الأعضاء المتجددة كالدم والجلد”.
لكن التميمي يرى في إيضاح تابعه “ناس” (5 حزيران 2020) أن ذلك قد يندرج ضمن “قانون العقوبات العراقي. ففي المادة ٣٧٠ و٢٤٠ يعاقب بالحبس بستة أشهر من يمتنع عن إغاثة الملهوف في الكوارث، أو من يخالف التعليمات الرسمية، لكن تبقى هذه النصوص ليست ذا أثر واضح”.
يضييف التميمي، “بما أن هذا المرض، مستمر ولربما نشهد زيادة لمثل هذه الحالات، لهذا أرى أن يشرع البرلمان قانوناً ينظم ذلك بشكل مفصل، لتفادي ما يحصل مستقبلاً”.
وظهرت قصة البلازما في العراق منذ أسابيع مع لجوء المؤسسات الصحية لاختبار استعمال بلازما دم متعافين من كورونا لعلاج مصابين حالاتهم صعبة.
ففي بداية شهر مايو/ أيار الماضي كشف ممثل منظمة الصحة العالمية في العراق، أدهم اسماعيل، في تصريح صحفي أن “وزارة الصحة العراقية باشرت بإجراء تجارب سريرية محدودة على نطاق بسيط في مدينة الطب ببغداد والبصرة بأخذ عينات من البلازما لمصابين بالفيروس تماثلو للشفاء ونقلها إلى مصابين آخرين، وأن نتائج تلك الاختبارات على مدة التعافي كانت مبشرة وتظهر على المريض خلال 72ساعة”.